بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد
لله وحده
و
صلى الله و سلم على من لا نبي بعده
و
على آله و صحبه
و
بعد،
فهذا تفريغ الدرس الأول من شرح نخبة الفكر
الذي
ألقاه الشيخ أكرم زيادة
أحسن
الله إليه و بارك له في علمه و عمره
ضمن دروس
مصطلح الحديث للدفعة الثانية بمعهد الكتاب
و السنة
بتاريخ
25-11-1429
السلام عليكم, إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره ونعوذ
بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا
هادي له و أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده ورسوله
صلى الله تعالى عليه و على آله و صحبه و سلم, أما بعد : فإن أحسن الكلام كلام الله
سبحانه و خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وعلى آله و سلم وشر الأمور محدثاتها
وكل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار. أما بعد فمرحبا بكم أيها الإخوة
و الأخوات في هذا الدرس في هذا المجلس الذي من خلاله سنشرح إن شاء الله تعالى ما يسر
الله تبارك و تعالى و يفتح به علينا مادة مصطلح الحديث من كتاب نخبة الفكر, و الذي
كنا قد بدأنا به في الحقيقة في مجالس سابقة ضمن فعاليات هذا المعهد المبارك و من
فضل الله تبارك و تعالى حضر عندنا و استمع إلى تلك المجالس كثير من الإخوة و الأخوات
تقدم منهم إلى امتحان نهاية الدورة 29
فردا ما بين ذكر و أنثى و كانت نتائجهم و لله الحمد في العموم النتيجة
العامة جيدة جدا فحصّل أربعة أفراد أكثر من تسعين درجة من مئة و حصل 11 فردا ما
بين الثمانين و التسعين و حصل 9 أفراد ما بين السبعين و الثمانين و4 أفراد مابين
الستين و السبعين و فرد واحد ما بين الخمسين و الستين و كانت النتيجة و الحمد لله ,النتيجة
العامة في ذلك الامتحان و في تلك الدورة جيدة جدا, و الذي نطمحه في هذه الدورة إن شاء الله و التي في هذه
الليلة باكورتها وبدايتها فالذي نطمح إليه إن شاء الله تعالى أن تكون النتائج خير
منها في الدورة السابقة و أن يكون الكل قد انتفع و خاصة الإخوة و الأخوات الذين شاركوا
في الدورة السابقة أن ينتفعوا من السابق و أن يزدادوا منفعة و أن تكون النتائج
مميزة و متميزة. في الحقيقة أيها الإخوة و الأخوات أن مادة مصطلح الحديث كما هو
معلوم لديكم هي من علوم الآلة و علوم الآلة لا تراد لذاتها إنما تراد لغيرها. فعلم
مصطلح الحديث المراد منه معرفة حديث النبي صلى الله عليه و على اله و سلم صحيحه من
ضعيفه ليكون وسيلة يتقرب العبد بها إلى الله تعالى, و من هنا كان الإقبال على تعلم
هذا الفن و هو مصطلح الحديث, ليس مرادا لذاته إنما مرادا لغيره و بالتالي فنحن
نتعلم مصطلح الحديث حتى نتمكن بعد حين و من خلال الممارسة العملية لهذا الفن من
معرفة الصحيح من الضعيف من حديث النبي صلى الله عليه وآله و سلم لنعبد الله تبارك
تعالى و نتقرب إليه من خلال ما صح و ثبت
من سنة نبينا عليه الصلاة و السلام . و قد صنف أهل العلم كما قال الحافظ بن حجر في
مقدمة نخبة الفكر قال رحمه الله تعالى كما ترونه أيضا في النص أمامكم فإن
التصانيف في اصطلاح أهل الحديث قد كثرت و بسطت و اختصرت فسألني بعض
الإخوان أن ألخص لهم المهم من ذلك فأجبته إلى سؤاله رجاء الاندراج في تلك المسالك. و المراد
من هذا أيها الإخوة و الأخوات أن التصنيف في اصطلاح أهل الحديث و في اصطلاح أهل
الأثر لان الكتاب اسمه نخبة الفكر في اصطلاح أهل الأثر. و الأثر الحقيقة هو أعم من
الحديث و الحديث أخص من الأثر فكل حديث أثر و ليس كل أثر حديث فالحديث خاص بالنبي
عليه الصلاة و السلام و الأثر يشمل قوله و فعله و تقريره صلى الله عليه و سلم
إضافة إلى أقوال و أفعال الصحابة و التابعين و تابعيهم ممن تعتبر أقوالهم و يستشهد
باستشهاداتهم و يستأنس بآرائهم. و مصطلح أهل الأثر أشمل من مصطلح الحديث, مصطلح
الحديث أخص و المصنفات في هذا كثيرة بل كثيرة جدا , كما بين الحافظ بن حجر رحمه
الله تعالى في العبارة التي نقلناها من مقدمة كتابه .وبين العلة من انشغاله بهذا
الكتاب و أنه يريد أن يندرج في مسلك أهل العلم الذين صنفوا في مصطلح الحديث. فبدأ
كتابه ببسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي لم يزل
عالما قديرا وصلى الله على سيدنا محمد الذي أرسله إلى الناس كافة بشيرا ونذيرا
وعلى آل محمد وصحبه وسلم تسليما كثيرا. الحمد لله الذي لم يزل عالما قديرا
فالله عز و جل من الأزل متصف بصفات الكمال و الجلال إن كانت هذه الصفات صفات ذاتية
كالعلم و القدرة فهي صفات ذاتية لله أو كانت صفات فعل فهو سبحانه و تعالى من الأزل
يعلم ويقدر و يفعل ما يشاء، من الأزل إلى الأبد له صفات الجلال و الكمال فبدأ
الكتاب بحمد الله تبارك و تعالى واصفا إياه بالعلم و القدرة وصفات الله تبارك و
تعالى لا يمكن حصرها كذلك أسماءه سبحانه و تعالى فهي كثيرة كما قال نبينا عليه
الصلاة و السلام اللهم إني أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته لأحد من
خلقك أو ادخرته في علم الغيب عندك, فأسماء الله عديدة و صفاته كثيرة و اختص المصنف
رحمه الله تعالى صفتي العلم و القدرة , فافتتح بهما بعد حمد الله تبارك و تعالى
كتابه ثم صلى على نبيه صلى الله عليه و على اله وسلم وقد سيده عليه الصلاة و
السلام و هو صلى الله عليه و آله و سلم سيد الخلق كما قال صلوات ربي وسلامه عليه أنا
سيد ادم و لا فخر فهو سيدنا عليه الصلاة والسلام و سيد العالمين, سيد ولد ادم ولكن
هل يشرع زيادة هذه اللفظة مثلا في تحياتنا في صلاتنا فنقول في التحيات اللهم صل
على سيدنا محمد و على آل سيدنا محمد و الجواب أن هذا لا يشرع لان النبي عليه
الصلاة و السلام لم يعلمنا إياه ولم يسيد نفسه عليه الصلاة و السلام و ما احتج به
المحتجون على جواب تسييده في الصلاة فأدلة هشة لا تصمد للاستدلال وان كانت قد تكون
هذه الأدلة التي يستدلون بها آيات و أحاديث و لكنها من حيث الاستدلال لا تصلح لهذا
الاستدلال الذي يستدلون به, فهو عليه الصلاة و السلام سيدنا و سيد ولد ادم و لكن
ليس من السنة و ليس من القربة استخدام هذه اللفظة خاصة في الصلاة . أما أنه سيدنا
و سيد العالمين فهذا مما لا يجادل فيه إلا كل معتد أثيم فهو عليه الصلاة و السلام
سيدنا وسيد ولد ادم ولكن في صلاتنا و سلامنا عليه صلوات ربي و سلامه عليه و خاصة
في الصلاة نلتزم بألفاظه و لا نخرج عنها. و صلى
الله على سيدنا محمد الذي أرسله إلى الناس كافة بشيرا و نذيرا من مهمات رسالة
نبينا عليه الصلاة والسلام انه رسول إلى الناس كافة "و ما
أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا و نذيرا" ومن هنا اخذ المصنف
رحمه الله تعالى من هذه الآية اخذ هذا الوصف الذي وصف به نبينا عليه الصلاة و
السلام عندما صلى عليه وقال أرسله إلى الناس
كافة بشيرا و نذيرا فهو عليه الصلاة و السلام بشير و نذير للعالمين "وما
أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا و نذيرا". و على
آل محمد و صحبه وسلم تسليما كثيرا فنحن نصلي على آل محمد صلى الله عليه واله و
سلم و الصلاة الكاملة التامة الصلاة التامة الكاملة أن تكون بالصلاة على آل نبينا
عليه الصلاة والسلام و قد افرد شيخنا الإمام العلامة الإمام الألباني رحمه الله
تعالى في كتابه صفة صلاة النبي صلى الله عليه واله و سلم في آخر كتاب صفة الصلاة
افرد بحثا خاصا سماه فوائد مهمة في الصلاة على نبي الأمة صلى الله عليه و اله وسلم
بيّن أن من الواجب الصلاة على آل النبي عليه الصلاة والسلام مع الصلاة عليه صلوات
ربي وسلامه عليه وعلى اله وأما ما ينعتنا به الروافض الخبثاء والشيعة الشنعاء أن
صلاتنا على نبينا صلى الله عليه وآله وسلم
صلاة مبتورة لأننا لا نصلي على آله فهذا افتراء و كذب على أهل السنة فأهل
السنة حريصون على الصلاة على آل النبي مع الصلاة عليه صلى الله عليه و آله و سلم
لان آله أمرنا النبي صلى الله عليه واله و سلم أن نصلي عليهم في سنته و ربنا أشار
إلى ذلك في كتابه فقال سبحانه وتعالى قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربة
فمودة قرابة النبي صلى الله عليه و اله و سلم
دين نتقرب به إلى الله تبارك و تعالى محبتهم دين نتقرب به إلى الله , والله
عز و جل أمرنا بالصلاة على النبي صلى الله عليه و اله و سلم فقال » إن الله و ملائكته يصلون
على النبي يا أيها الذين امنوا صلوا عليه و سلموا تسليما « فقام كعب بن عجرة رضي الله تعالى عنه فقال يا رسول الله إن
الله امرنا أن نصلي عليك فكيف نصلي عليك فقال قولوا
اللهم صلي على محمد و على آل محمد كما صليت على آل إبراهيم انك حميد مجيد اللهم
بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على آل إبراهيم انك حميد مجيد, وقال مرة
أخرى و في رواية أخرى اللهم صلي على محمد وعلى أزواجه و
ذريته وال بيته كما صليت على آل إبراهيم و بارك على محمد و أزواجه و ذريته و آل
بيته كما باركت على آل إبراهيم فالصلاة على آل النبي صلى الله عليه واله وسلم,
واجب أن نصلي عليهم معه عليه الصلاة و السلام و هي من تمام الصلاة و هي واجبة و
ليس مستحبة لان النبي صلى الله عليه و سلم امرنا أن نفعل ذلك وان نصلي عليه و على
اله و أمّا الصلاة على أصحابه كما فعل المصنف رحمه الله تعالى الصلاة على الصحابة
رضي الله تعالى عنهم مستحبة و نحن نصلي على أصحاب النبي صلى الله عليهم و سلم
جميعا نحبهم جميعا ونتولاهم جميعا و نترضى عليهم جميعا و نصلي عليهم صلاة مع
صلاتنا على نبينا و اله عليهم الصلاة و السلام جميعا لأنهم رضي الله تعالى عنهم,
ابرّ الناس قلوبا و اصدق الناس إيمانا واقرب الناس إلى الله تبارك وتعالى بعد
الأنبياء عليهم الصلاة و السلام و صلى الله عليهم جميعا أي على أصحاب محمد صلى
الله عليه و اله و صحبه و سلم ورضي الله تعالى عنهم أجمعين و لا يحب أصحاب محمد
صلى الله عليه و على اله و سلم إلا مؤمن و لا يبغضهم إلا منافق و لا يحب أصحاب
محمد صلى الله عليه و اله و سلم إلا محبا للنبي عليه الصلاة و السلام و لا يبغضهم
إلا مبغض النبي صلى الله عليه و اله و صحبه و سلم تسليما كثيرا, و السلام الذي سلم
به المصنف على نبينا عليه الصلاة و السلام و على اله و صحبه هو سلام واجب لان الله عز و جل أمر به في كتابه فقال "إن
الله و ملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين امنوا صلوا عليه و سلموا
تسليما".
فالصلاة عليه و السلام عليه واجب أوجبه الله تبارك و تعالى علينا في كتابه و سلموا
تسليما و قد فعل المصنف رحمه الله تعالى ونحن نفعل فعله فصلى الله على محمد و على
اله وصحبه و سلم تسليما كثيرا, و السلام على النبي صلى الله عليه و اله و سلم و
على أصحابه و على اله هي من تمام هذه
الواجبات التي أوجبها الله تبارك و تعالى . قال المصنف رحمه الله تعالى بعد ذلك أما بعد فان التصانيف في
اصطلاح أهل الحديث قد كَثُرَتْ للأئمةِ في القديمِ و الحديث أي أن
تصانيف الأئمة تصانيف العلماء الأئمة في ذلك كثرت في القديم و الحديث وبسطت
واختصرت
أي أن أهل العلم منهم من بسط أي توسع في التصنيف و منهم من اختصر إما أن يكون
اختصر كالمصنف هنا في نخبة الفكر أو أن يكون
اختصر بعض المصنفات التي سبقته و كذلك في البسط إما أن يكون قد بسط وتوسع
ابتداء أو أن يكون بسط شيئا مختصرا فشرحه فتوسع فيه . قد كَثُرَتْ للأئمةِ في القديمِ
و الحديث ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى أن الدافع له إلى هذا التصنيف أن بعض
الإخوان وهنا هذه اللفظة الآن يعني في زماننا تأخذ أحيانا مصطلح الحزبيين فسألني
الإخوان
بمعنى أي بعض إخوته بعض الإخوة من أصحابه أن ألخص
لهم المهم من ذلك فأجبته إلى سؤاله رجاء الاندراج في تلك المسالك فهذا
المصنف كان بسبب سؤال بعض الإخوة الذين عاصرهم الحافظ بن الحجر وأراد منه أن يكون
الكتاب ملخصا و ليس موسعا فهو بادر بالإجابة و بين أن هذه الإجابة رجاء أن يندرج
في مسالك أولائك العلماء و الأئمة الذين صنفوا في مصطلح الحديث. ثم بدأ رحمه الله
تعالى و أنا سأشرح الكتاب كلمة كلمة كما ترون وأرجو الله عز و جل أن ييسر لنا
الوقت في ذلك , قال فأقول الخبر الحديث
إما أن يكون له طرق أسانيد بلا عدد معين أو مع حصر بما فوق الاثنين أو بهما أو
بواحد
فالخبر هو الحديث و قلنا عندما تكلمنا عن عنوان الكتاب و هو نخبة الفكر في اصطلاح
أهل الأثر أن الأثر اعم من الخبر اعم من الحديث فالخبر خاص بالحديث و الأثر اعم في
الحديث و في غيره فالمصنف رحمه الله تعالى جعل الخبر هو الحديث ثم قال إما أن يكون
له طرق أسانيد بلا عدد معين و هذا عادة يكون في الأحاديث المتواترة وكلما كثرت طرق
الأسانيد كلما كان الحديث أقوى و الحديث عندما تكثر طرقه يكتسب صفة التواتر و
بالتالي القطع من حيث الثبوت و من حيث الدلالات إذا كانت الدلالات واضحة لكن من
حيث الثبوت يقتصر في صفة القطع أي يكون قطعي الثبوت مثل القرآن قطعي الثبوت فالخبر
أي الحديث إما أن يكون له طرق أسانيد بلا عدد معين أو مع حصر بما فوق الاثنتين أو
بهما أو بواحد يعني يمكن أن يكون طرقه عديدة لا حصر لها و إما أن يكون له طريقين
أو ثلاثة أو طريق واحدة حتى, فالأول المتواتر الذي له طرق عديدة جدا فالأول
المتواتر المفيد للعلم اليقيني الذي قلت عنه أنا العلم القطعي المفيد للعلم
اليقيني بشروطه وهي عدد كثير أحالت العادة تواطؤهم على الكذب رووا ذلك عن مثلهم من
الابتداء إلى الانتهاء يعني جمع كثير من الرواة روى عن جمع كثير من الرواة روى عن
جمع كثير من الرواة يستحيل تواطؤهم عن الكذب فلو فرضنا مثلا أن الطبقة الذين رووا
الحديث عن النبي صلى الله عليه و سلم و هم الصحابة كانوا عشرين أو ثلاثين مثل حديث
أنا اذكر على ذلك مثل حديث عمار ويح عمار تقتله الفئة الباغية فقد أحصيت
له نحو 33 صحابيا رووا هذا الحديث منهم معاوية بن أبي سفيان و عمرو بن العاص رضي
الله تعالى عنهما إضافة إلى غيرهم من الصحابة . 33 صحابي رووا حديث ويح عمار تقتله
الفئة الباغية الذين رووا هذا الحديث عن طبقة الصحابة 33 طبقات عديدة تزيد عن 33
,الذين رووا عن التابعين من تابعي التابعين عدد أكثر من عدد التابعين طبقات أكثر
أعداد أكثر في هذه الطبقة الطبقة عفوا الثالثة و كذلك في كل طبقة حتى كتب الحديث
التي خرجت هذا الحديث وجدناها طبقات كثيرة العدد فهذه الطبقات التي يكثر أعدادها ويستحيل
تواطؤ هؤلاء على الكذب, نسمي الحديث الذي يروونه حديثا متواترا, من أول طبقة إلى
آخر طبقة يرويه عدد يستحيل تواطؤهم على الكذب وهم في أنفسهم ثقات فحديثهم متواتر
يفيد العلم القطعي اليقيني. أما إذا كان العدد فوق الاثنتين ثلاثة أو أربعة فهنا
المصنف قال و الثاني المشهور و هذا المشهور الحقيقة منهم من جعله قسمين قال والثاني
المشهور وهو المستفيض على رأى و الحقيقة أن بعض أهل العلم فرق بين المشهور و
المستفيض فقالوا إذا كان الحديث له أربع طرق و لم يبلغ حد التواتر فهو المستفيض
أربعة طرق فما فوق و لا يبلغ حد التواتر فهو المستفيض و الحديث الذي له 3 طرق هو
المشهور و الحديث الذي له طريقان هو العزيز و الحديث الذي له طريق واحدة هو الغريب
و جعلوا هذه الأقسام الثلاثة الأخيرة المستفيض و المشهور و العزيز و الغريب
الأقسام الأربعة عفوا على هذا التقسيم الذي ذكرته أنا جعلوها أخبار الآحاد سموها
أخبار الآحاد ولكل نوع من هذه الأحاديث أمثلة و أنا لا أريد أن أستفيض في ذكر
الأمثلة وإن كنت في الدورة السابقة قد استفضت في ذلك ولكن لنفهم فقط أن الحديث
الذي روي عن أربعة في طبقة الصحابة ثم الطبقة التي تليها أربعة فما فوق والطبقة
التي تليها أربعة فما فوق يقال له حديث مستفيض أما إذا كان ثلاثة من الصحابة ثم
طبقة التابعين ثلاثة أو أكثر ثم طبقة تابعي التابعين ثلاثة أو أكثر فهو المشهور
وأما إن كان قلة في الطبقات فصار من طبقة الصحابة صحابيان ومن طبقة التابعيين
تابعيان أو أكثر وهكذا فهذا الحديث هو العزيز أما إذا كان الحديث ورد عن صحابي
واحد ثم تفرعت طرقه بعد ذلك سواء في طبقة التابعين أو بعدهم فهو الحديث الغريب و
اشهر مثال على ذلك حديث عمر بن الخطاب إنما الأعمال بالنيات فهو غريب و
لكنه نعم لم يأتي إلا من طريق عمر و لكنه
مشهور بمعنى الشهرة غير المصطلح عليها في مصطلح الحديث
و ملخص ما قلنا أن الحديث إما أن يكون متواتر و هو الذي
يرويه أعداد كثيرة من كل طبقة عن أعداد كثيرة من الطبقة التي قبلها و هكذا و
الحديث المستفيض الذي يرويه أربعة فما فوق دون حد التواتر من كل طبقة أو أربعة في
اقل شيء في طبقة الصحابة ثم لو زادو في الطبقات الأخرى فهو حديث مستفيض كذلك
الحديث الذي يرويه الثلاثة فهو مشهور و الحديث الذي يرويه اثنان فهو العزيز و
الحديث الذي يرويه واحد فهو الغريب و كل هذه الأصناف المستفيض و المشهور و العزيز
و الغريب هذه أربعة أنواع تسمى أخبار الآحاد أو أحاديث الآحاد و هذه أقوال الآحاد
فيها المقبول و فيها المردود بينما
المتواتر كله مقبول لأنه يفيد العلم القطعي اليقيني أما أخبار الآحاد فيها المقبول
و هو ما يجب العمل به و منها ما هو مردود فأخبار الآحاد تنقسم إلى قسمين
مقبول و مردود, قال وفيها المقبول وهو ما يجب العمل به وفيها
المردود لتوقف الاستدلال بها على البحث عن أحوال رواتها دون الأول أي دون المتواتر. فهذه
أخبار الآحاد قد يقع فيها ما يفيد العلم النظري بالقرائن على المختار كأن يخرج
الخبر الشيخان في صحيحهما أو يكون مشهورا وله طرق متباينة سالمة من ضعف الرواة
والعلل ,لأتوقف عند كل واحدة من هذه الكلمات في هذه العبارات و أوضحها. إذن عندنا
حديث الآحاد و أعيد الآحاد هو المستفيض و المشهور والعزيز و الغريب منها ما هو
مقبول و منها ما هو غير مقبول, بخلاف المتواتر فكله مقبول بلا استثناء .و المقبول
يجب العمل به و المردود يتوقف العمل به حتى يتبين لنا حاله إما أن يرد و إما أن
يعضد أي يقوى بغيره .و سبب القبول و الرد هو أحوال الرواة و ليس متن الحديث يعني
ما يجعلنا نقبل الحديث أو نرده هو أحوال الرواة, فيأتي مسألة بحث أحوال الرواة.
فالرواة منهم من تقبل روايته و منهم من ترد , وقد يقع في هذه الأحاديث أي أحاديث
الآحاد ما يفيد العلم النظري بالقرائن على المختار فهو أي المصنف رحمه الله تعالى
الحافظ بن حجر يقرر أن هذه الأحاديث أي أحاديث الآحاد المستفيض و المشهور و العزيز
و الغريب قد تفيد العلم النظري قد ولكن هذه الإفادة تكون بسبب قرائن و هو الأرجح و
هو المختار, قال على المختار يعني من أقوال أهل العلم ما هي هذه القرائن قال كأن
يخرج الخبر الشيخان في صحيحهما و جود الحديث في الصحيحين في صحيح البخاري و
صحيح مسلم هذا قرينة إلى أن هذا الحديث و إن كان خبرا آحاد إن كان مستفيضا أو
مشهورا أو عزيزا أو غريبا يفيد العلم النظري أو قد يفيد العلم النظري هذه قرينة
وجوده في الصحيحين , ووجوده في الصحيحين قرينة مرجحة لإثبات العلم وجوده في احد
الصحيحين مثلا صحيح البخاري دون صحيح مسلم قرينة لكنها اقل من القرينة الأولى
وجوده في صحيح مسلم قرينة ثابتة لكنها قرينة اقل من القرينتين السابقتين رواية بعض
أهل السنن لهذا الحديث و تصحيحه كأن يكون في سنن النسائي مثلا أو في سنن الترمذي
مع تصحيحه له قرينة فالمقصود بالقرائن هي وجود الحديث أي حديث الآحاد المستفيض أو
المشهور أو العزيز أو الغريب في بعض كتب الحديث التي اعتنت بالصحيح دون غيره مثلا
فهذه قرائن أو يكون الحديث مشهورا و له طرق متباينة سالمة من ضعف الرواة و العلل
أي أن هذا الحديث حديث الآحاد يكون مشهورا سواء كان مستفيضا أربع طرق فما فوق أو
مشهورا و هذه الطرق سالمة من ضعف الرواة و العلل أو يكون هذا الحديث مسلسلا
بالأئمة الحفاظ المتقنين حيث لا يكون غريبا يعني المشهور أو العزيز أو المستفيض
الذي تسلسل بالأئمة المتقنين غير الضعفاء ما فيهم ضعيف ما فيهم
السيئ الحفظ ما فيهم مطعون في روايته فهذه قرائن تفيد العلم و لذلك عبر أهل
العلم عن ذلك بقولهم حديث ظني الثبوت . فأحاديث الآحاد سواء كانت مستفيضة أو مشهرة
أو عزيزة أو غريبة هي أحاديث ظنية الثبوت و ليست قطعية الثبوت كالمتواتر, فهي ظنية
الثبوت و بالتالي قد تفيد العلم النظري و قد لا تفيد.ولكن أغلب هذه الأحاديث تفيد
العلم القطعي إن لم تكن كلها تفيد العلم الظني وليس العلم القطعي. قال حيث لا يكون
غريبا الحديث الغريب أيضا في الحقيقة يدخل في هذه الأحاديث من حيث أنه ظني الثبوت
كونه غريب جاء من طريق واحدة فهو ظني الثبوت وانا ضربت قبل قليل مثال حديث إنما
الأعمال بالنيات فهو حديث غريب ظني الثبوت ولكن مشهور و ليس بمعنى مشهور الاصطلاح
الذي تكلمنا عنه إنما مشهور عند الناس ثم يتكلم عن الغرابة قال ثم
الغرابة إما أن تكون في أصل السند أي طرفه الذي فيه الصحابي من أول التابعي أولا فإما أن
يكون هذا الحديث الغريب جاء به صحابي ثم رواه عن الصحابي تابعي ثم رواه عن التابعي
تابعي التابعي فهذا يسمى غريبا و هذا الحديث الغريب لا يرد لوجوده من طريق واحدة
لان الرواة الذي رووه عن بعضهم كلهم ثقاة عدول و قد استفتح به بعض أهل العلم كتبهم
حديث إنما الأعمال بالنيات استفتح به بعض أهل العلم كتبهم , ويروونه كل يرويه عن
من سبقه و طبقة عن طبقة يروونه و هم مطمئنون في الحقيقة لصحة هذا الحديث لان أي
راومن أي طبقة من الطبقات لم يُطعن فيهن و كان ثقة عدلا ضابطا و بالتالي رووا هذا
الحديث و هم مطمئنون إلى صحته مع أنه فرد غريب و لكن أفاد العلم فمثلا الإمام
البخاري رحمه الله تعالى جعله الحديث الأول في صحيحه فقال حدثنا الحميدي عبد الله
بن الزبير قال حدثنا سفيان يعني ابن عيينة قال حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري قال
اخبرني محمد بن إبراهيم التيمي انه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول سمعت عمر ابن الخطاب رضي الله عنه على
المنبر يقول و ذكر الحديث فهذا حديث ساقه البخاري رحمه الله تعالى بسنده عن شيخه
عبد الله بن الزبير الحميدي فهذا في هذه الطبقة كذلك في الطبقة التي فوقه رواه
سفيان ابن عيينة و الطبقة التي بعده رواه يحيى ابن سعيد الأنصاري في الطبقة الذي
فوقه رواه محمد بن إبراهيم التيمي في طبقة التابعين رواه علقمة بن وقاص الليثي عن
عمر ابن الخطاب لو تتبعنا هذا الحديث في كتب الحديث سنجد أن غير الإمام البخاري
نقلوه ورووه فرواه كثير من الأئمة مثل الإمام أبو داوود في سننه لكن اختلف في
الشيخ حدثنا محمد بن كثير اخبرنا سفيان يعني سفيان ابن عيينة حدثنا يحيى بن سعيد
الأنصاري عن محمد بن إبراهيم التيمي عن علقمة فأبو داوود روى الحديث ولكن مداره
على سفيان كحديث البخاري رواه ابن أبي شيبة في مصنفه و عنه أخذه غيره من أهل العلم
ولكن مداره على يحيى بن سعيد الأنصاري عن إبراهيم التيمي عن علقمة بن وقاص فنجد أن
هذا الحديث لو تتبعنا طرقه في كتب الحديث نجد أن الحديث رواه عمر و هو من الصحابة
طبقة الصحابة روي عن صحابي واحد أو ثبت عن صحابي واحد بالأحرى طبقة التابعين رواه
علقمة بن وقاص الليثي طبقة تابعي التابعين و هي الطبقة الثالثة رواه محمد بن
إبراهيم التيمي طبقة صغار تابعي التابعين رواه يحيى بن سعيد الأنصاري ثم بعد ذلك
تفرع الحديث عن يحيى بن السعيد , هذا الحديث فرد غريب مداره في أربع طبقات وهو
يفيد العلم الظني و لكن صار مشهورا أكثر من كثير من الأحاديث لا أقول فقط
المستفيضة أو المشهورة أو العزيزة أو الغريبة بل أكثر من كثير من الأحاديث
المتواترة حتى تكاد لا تجد مسلما لا يحفظ مثل هذا الحديث أو لا يحفظ هذا الحديث و
تجده متداولا على ألسنة الناس كلما سواء كان مصيبا أو مخطئا يقول لك إنما الأعمال
بالنيات إنما الأعمال بالنيات إن كان مصيبا يؤكد لك صواب عمله وان كان مخطئا
وخطأته في عمل ويريد أن يبين لك انه مصيب يقول لك يا أخي الأعمال بالنيات إنما
الأعمال بالنيات قال النبي صلى الله عليه و سلم إنما الأعمال بالنيات حتى صار
مشهورا أكثر من الأحاديث المشهورة بل أكثر من الأحاديث المتواترة بل أكثر من كثير
من الأحاديث المتواترة على كل حال فهذا خبر الآحاد يفيد العلم النظري من خلال انه
ظني الثبوت، قال رحمه الله تعالى و الرابع الغريب و هو ما يتفرد
بروايته شخص واحد في أي موضع وقع التفرد به من السند على ما سيقسم عليه الغريب
المطلق و الغريب النسبي إذن الغريب منه ما هو مطلق و منه ما هو نسبي
على هذا نقف إن شاء الله و نتكلم في المجلس القادم عن الغريب المطلق وعن الغريب
النسبي و منه نبدأ سائلا الله تبارك و تعالى أن يوفقنا و إياكم بطاعته و أن ييسر
لنا و لكم سبل مرضاته و أتيح في الدقائق المتبقية لهذه الساعة لمن أراد أن يوجه
سؤالا سواء عن طريق المشرفين أو على العام فانا استقبل أسئلتكم و صلى الله وسلم
وبارك على اله وصحبه أجمعين.
أسئلة
الطلبة مع إجابات فضيلة الشيخ أكرم زيادة
1 . هل يوجد خبر آحاد قطعي؟ و ما الفرق بين القطعي
و الظني؟ و ما ثمرة هذا التقسيم؟
_ خبر آحاد قطعي ما نستطيع أن نقول عن خبر الآحاد قطعي إنما
هو كما قلت ظني, ظني الثبوت. ثمرة هذا التقسيم حتى نميز بين الأحاديث التي كثرت
طرقها حتى بلغت حد التواتر والأحاديث التي لم تبلغ هذا الحد و كما قلت بداية أن ثمرة
هذا التقسيم أن الأحاديث المتواترة القطعية من حيث الثبوت غالبا ما تكون قطعية من
حيث الدلالة غالبا و تفيد العلم القطعي بينما الأحاديث الظنية الثبوت لا تفيد
العلم القطعي إنما تحتاج إلى قرائن كثيرة حتى تقويها هذا يعني تمرة هذا التقسيم
لكن الحقيقة عند أهل السنة أنهم لا يفرقون بين قطعي الثبوت و قطعي الدلالة من حيث
الاستدلال فالاستدلال بالأحاديث القطعية أو الأحاديث الظنية أخبار الأحاديث أخبار
الآحاد كلها في الاستدلال عند أهل السنة على قدم واحدة كما نراها في كتب الفقه و
في غيرها.
2 . ما الفرق بين المستفيض و المتواتر؟
المتواتر قلنا
الطبقات تزيد تكثر بحيث يستحيل تواطئهم على الكذب بمعنى آخر قد يزيد على
العشرة أما المستفيض فما جاء عن أربعة فما فوق بحيث لا يصل إلى حد التواتر يعني
أربعة إلى عشرة يمكن أي يقال فيه مستفيضا لكن ما زاد عن عشرة يمكن أن يقال فيه
متواترا.
3 . هل هذا التقسيم حسب عدد الرواة؟
لا هو عدد الرواة ليس فقط المراد به العدد إنما المراد به
تقوية يعني العلم في قلب المتلقي أن هؤلاء الرواة بكثرتهم مع عدلهم و ضبطهم يزيد
في قوة العلم في قلب المتلقي وليس المقصود الحصر يعني الإحصاء ليس المقصود الإحصاء
بقدر ما المقصود الاستفادة من نقل هؤلاء الرواة لمثل هذه الأحاديث.
4 . إذا اخرج العلم الشيخان أصبح يفيد العلم النظري؟
يعني العلم النظري كما قلت قد يكون هذا العلم النظري علما
ظنيا يعني من حيث الثبوت يكون ظني الثبوت هذا المراد بالعلم النظري الشيخان اخرجوا
الكثير من الأحاديث أحاديث الآحاد أو الأحاديث المشهورة أو الأحاديث العزيزة لكن
كونه في الصحيحين أو في احدهما قرينة على قوته أكثر من غيره من الكتب التي جاءت
بعد الصحيحين و لا يعني هذا أن في الكتب التي جاءت بعد الصحيحين هي اقل شئنا مما
في الصحيحين فهناك أحاديث كثيرة جاءت في السنن و الأسانيد و المعاجم و غيرها إن لم
تكن تساوي الأحاديث التي في الصحيحين فقد تفوق عنها أيضا من حيث ثبوت الرواية من حيث أحوال الرواة لان البحث مبحث حال الرواة
في الأسانيد.
5 . هناك تم من أهل العلم من يرى أن تقسيم الخبر
إلى متواتر و آحاد إنما هو ديدن أهل البدع
فنرجو توضيح ...في ضل ما ذكر و ما ذكره المصنف؟
الحقيقة أنا لا اعلم من أهل العلم من قال أن تصنيف الحديث إلى آحاد و متواتر انه ديدن
أهل البدع لا اعلم من قال هذا وان قاله واتى بالدليل على أن تقسيم الأحاديث إلى
متواتر و آحاد ديدن أهل البدع و كان من أهل العلم المعتبرين فيعني ينظر في قوله لكن أنا لا اعلم احد قال أن هذا من ديدن
أهل البدع أنما جرى أهل العلم قديما و حديثا في البحث عما تواتر من أحاديث النبي
صلى الله عليه و سلم وما كان من أخبار الآحاد و اجتهدوا في جمعها في مصنفات فلا
اعلم من هو هذا من أهل العلم الذي تقولون أو تنسبين إليه هذا القول .
6 . هل جمعت الأحاديث المتواترة في كتاب واحد و ما
هو ؟
الذرى المتناثرة في الأحاديث المتواترة هذا كتاب من الكتب
الذي جمعت الأحاديث المتواترة.
7 . عندما نقول
قطعي الثبوت و الدلالة ما المقصود بالثبوت و الدلالة؟
يعني حديث من بنى لله مسجدا ,بنى الله له بيتا في الجنة هذا
الحديث متواتر قطعي الثبوت وأيضا قطعي الدلالة أن الذي يبني مسجدا لله مهما صغر و
مهما كان حاله يكون له بيتا في الجنة فهو قطعي الدلالة من حيث الثبوت قطعي لأنه
متواتر ومن حيث الدلالة قطعي ,,,يدل على معنى واحد لا يتعدد. حديث من كذب علي
متعمدا فليتبوأ مقعده من النار حديث قطعي الثبوت قطعي الدلالة قطعي الثبوت لأنه
متواتر و حديث قطعي الدلالة لأنه يدل على أن الذي يكذب على النبي صلى الله عليه و
على اله و سلم يستحق على ذلك عقوبة في النار هذا معنى قطعي الثبوت و قطعي الدلالة
لكن حديث عمار حديث ويح عمار تقتله الفئة الباغية هذا حديث كما قلت رواه 33 صحابي
و هو حديث متواتر فهو قطعي الثبوت اقل ما فيها عند من بحث فيه لكن ليس قطعي
الدلالة لان هذه الفئة باغية و إلا لما رواه معاوية و لما رواه عمرو بن العاص
لأنهم كانوا يقولون أن الذين قتلوه هم الذين أخرجوه فهو قطعي الثبوت و غير قطعي
الدلالة بالنسبة لهما .
8 . أي شرح للكتاب تنصحنا بقراءتها؟
قراءة كتاب نزهة الفكر نزهة النظر في شرح نخبة الفكر أيضا
للحافظ ابن الحجر اقرؤوه هذا كتاب يعني قيم و جيد.
9 . عندما أقرا حديث كيف أعرف أنه ظني أو قطعي ؟
هذا يحتاج إلى معرفة الأسانيد أنتي لا تستطيعي أن تعرفي إلا
إذا قراتي من حيث الكتب التي اعتنت بذلك التي اعتنت بالأحاديث المتواترة نعرف من
خلالها انه حديث قطعي و الكتب التي اعتنت بأحاديث الآحاد و هي أكثر كتب الحديث
بالأحرى فبالتالي نعرف أنها أحاديث ظنية الثبوت وليست تفيد العلم القطعي أو أنها
قطعية الثبوت فمعرفة الأحاديث المتواترة و هي قليلة من خلال الكتب التي اعتنت به
كما قلنا تفيد العلم القطعي و أنها أحاديث قطعية وبالتالي تبقى باقي الأحاديث ظنية
الثبوت.
10 . ما الفائدة عمليا بين الظني و القطعي؟
الحقيقة أنا لا أجد هناك فائدة كبيرة في التفريق ما بين
الظني و القطعي لأننا نحن نعمل بالظني و القطعي على قدر المساواة لا نفرق بينهما
فلا أرى في ذلك فائدة عملية و إن كنت قد أجبت قبل قليل عن سؤال من سئل عن التمرة
أما فائدة علمية في التقسيم لا أجد كبير فائدة.
11 . ما معنى طبقة السند؟
أي مثلا الصحابة الذين رووا الحديث عن النبي صلى الله عليه و
سلم هذه طبقة من طبقات السند إن كان صحابي واحد آو أكثر الطبقة الذين رووا عن
الصحابة و هم التابعين هذه طبقة ثانية الطبقة الذين رووا الحديث عن التابعين و هم
تابعو التابعون هذه طبقة ثالثة و كل طبقة روت الحديث عن من قبلها تسمى طبقة سواء
كان واحد أو أكثر ففي بعض الأحاديث مثل حديث عمر بن الخطاب الذي ذكرناه قبل قليل
فيه أربع طبقات في كل طبقات ,, الطبقة الأولى عمر الطبقة الثانية علقمة بن وقاص
الليثي في الطبقة الثالثة محمد بن إبراهيم التيمي في الطبقة الرابعة يحيى بن سعيد
الأنصاري فكل طبقة منها واحد ولكن الأحاديث المتواترة في كل طبقة يكون فيها أعداد
قد يزيدوا عن التلاتين في كل طبقة يزيدوا هكذا نعرف إذن طبقات السند.
11 . هل يأخذ بأحاديث الآحاد في العقيدة إذا صحت؟
طبعا أهل السنة على وجوب الأخذ بالخبر الواحد في الأحكام و
العقائد ولشيخنا الإمام الألباني رحمه الله تعالى رسالة في هذا على الأخذ بخبر
الاتحاد في العقائد وأما هذه الكر وهات الذي يقول بها بعض الناس أن أخبار الآحاد
لا يأخذ بها في العقائد هذا كلام لا يساوي إلا الحبر الذي يكتب به .
12 . هل الحديث المتواتر هو حديث صحيح؟
الحديث المتواتر لا يكون إلا صحيحا أصلا الحديث المتواتر لا
يكون إلا صحيحا.
13 . هل يمكن تلخيص أنواع الأخبار في كلمات بارك
الله فيك؟
نعم, الأخبار نوعان متواتر و آحاد المتواتر هو واحد والآحاد
مستفيض مشهور, عزيز, غريب.
14 . المستفيض اربع طرق فما فوق هل معنى ذلك ان
خمس طرق فما فوق متواتر؟
لا أنا قلت أربع طرق إلى عشرة يمكن أن يكون مستفيض فما فوق
العشرة يمكن أن يقال فيه متواترا.
نعم هذا يكفي إن شاء الله أترككم في رعاية الله و حفظه إلى
المجلس القادم يوم الأحد القادم و أعطي اللاقط إلى احد الإخوة أو الأخوات المشرفين
بارك الله فيكم و صلى الله على محمد و على اله و صحبه وسلم سبحانك اللهم وبحمدك
استغفرك و أتوب إليك.
تم بفضل من الله و عون منه.
للاستفادة من أسئلة الطلبة و إجابات الشيخ حفظه
الله عليها
يرجى الرجوع إلى المادة الصوتية ابتداء من الثانية
بعد الخمسين.
و صلى الله و سلم على نبينا محمد.
و الحمد لله رب العالمين.
