هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بـسـم آلله آلـرَّحـْمـَن آلـرَّحـِيـم
بسم الله والحمد الله وكفي والصلاة والسلام علي نبية الذي اصطفي وبعد حيكن الله وبياكن اخواتي في الله مرحبا بكم في منتدي الطريق الي الجنة هذا المنتدي نسائئ فقط ولا يسمح بتسجيل الرجال سالين الله الاجر والقبول والثواب
كيف تبلور المنهج السلفي في مواجهة الفرق المنحرفة والمناهج الكلامية ؟
-- تبلور وتميز بمسائله وقضاياه التي ثبت عليها علماء أهل السنة ٬ من لدن الصحابة إلي يومنا هذا ٬ وقد زاد تحديد معالم المنهج السلفي بقواعد وأصول وضعها علماء الأمة ٬ مستقاة ً من القرآن والسنة بفهم السلف الصالح ٬ وأبرز هذه القواعد:: 1) كثرة الاستدلال بالكـتـاب و السنة. 2) تقديم النقل علي العقل. 3) رفض الـتـأويـل الكلامي . 4) التمسك بفهم الصحابة للشرع. أما الأصول العلمية فهي:: 1) التوحيد. 2) الاتباع . 3) التزكية. ) نرجو التفصيل...
المراد بكثرة الاستدلال بالكتاب والسنة : معلوم أن مسائل الدين أصولها وفروعها تـُأخذ من خطاب الشارع ٬ فالحلال والحرام وأمور الاعتقاد وغيرها إنما تـُعرف عن طريق الوحي ٬ لذا كان استنباط الأحكام من القرآن والسنة ٬ وكان الاستدلال علي تلك الأحكام من القرآن والسنة ٬كما أمر بذلك الشرعُ ذاته ;;
فمن القرآن :"فإن تنازعتم في شيء فردوه إلي الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر"النساء(59)٬٬٬:"إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلي الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون"النور(51)٬٬٬:"وإذا قيل لهم تعالوا إلي ما أنزل الله وإلي الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا"النساء(61) ٬فهذا حال المنافقين٬وحال المؤمنين أن يقولوا"سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير"البقرة(285)٬٬٬وما أكثر الآيات....
ومن السنة :"ألا إني أوتيتُ الكتاب ومثله معه..."رواه أحمد وأبوداوود وصححه الألباني٬٬٬:"من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد"رواه البخاري ومسلم٬وفي رواية:" مَنْ صَنَعَ أَمْرًا عَلَى غَيْرِ أَمْرِنَا فَهُوَ رَدٌّ"أحمد وأبوداوود وصححه الألباني٬٬٬وما أكثر الأحاديث...٬وقال الله عن السنة و صاحبها فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)٬٬٬وقال :"وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا"الحشر(7)٬٬٬وقال:"من يطع الرسول فقد أطاع الله"النساء(80)٬٬٬وقال :"وما ينطق عن الهوي(3)إن هو إلا وحي يوحي(4)"النجم ...إلي آخر الآيات.
وقد أخبر النبي بمن يُسمون الآن بالقرآنيين الذين يَدَّعُون التمسك بالقرآن ويرفضون السنة فقال:" لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يَأْتِيهِ الْأَمْرُ مِنْ أَمْرِي مِمَّا أَمَرْتُ بِهِ أَوْ نَهَيْتُ عَنْهُ فَيَقُولُ لَا نَدْرِي مَا وَجَدْنَا فِي كِتَابِ اللَّهِ اتَّبَعْنَاهُ"رواهأبوداوود وصححه الأباني وفي رواية"أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ أَلَا يُوشِكُ رَجُلٌ شَبْعَانُ عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْقُرْآنِ فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ أَلَا لَا يَحِلُّ لَكُمْ لَحْمُ الْحِمَارِ الْأَهْلِيِّ...الخ الحديث" أحمد وأبوداوود وصححه الألباني تمام المنة في الرد علي أعداء السنة للشيخ الحويني http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...esson_id=14315 كلمة في الرد علي منكري السنة : للحويني http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...esson_id=18841 الرد علي القرآنيين للشيخ مسعد أنور : http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...esson_id=51641
--...لذا نجد علماء السلف وأهل السنة يتمسكون بهذه القاعدة ٬ويعتنون بالوحيين اعتنائا كبيرا ٬تلاوة ًوحفظاً وفهماً وتفسيراً ٬حتي ردوا كل التساؤلات المطروحة في كل القضايا منهما مباشرة أو بالاستنباط منهما . -- وفي هذا رد علي من ترك الاستدلال بالوحي ٬ وقدَّم الاستدلال بالعقل ٬وفيه رد أيضا علي من ادعي الاستدلال بالقرآن فقط دون السنة.
--2- ما المراد بتقديم النقل علي العقل؟
--المقصود بالنقل هو القرآن والسنة وما أجمع عليه سلف الأمة ٬وعلماء الإسلام يُعملون العقول في فهم النصوص وفي دراستها وفي الاستنباط منها٬لا أن تكون العقول هي مصدر الاستدلال الأول ٬ ولا أن تكون هي المتحكم في النصوص الصحيحة الصريحة ٬ فكما أن القرآن والسنة والإجماع هي المصادر الأصلية في التلقي ٬ فإن العقل السليم والفطرة السليمة هي المصادر الفرعية ٬ وقد أمرنا الله بإعمال العقول في فهم الدين ٬ وفي تدبر القرآن وفي التفكر في آيات الله ... الخ ٬ ولكنه وَضَعَ للعقل حدودا ليس لللعقل أن يتخطاها ولا أن يتعداها ٬ وهي أن يكون تابعا للشرع ٬ ممتثلا للأمر ٬ مجتنبا للنهي ٬ عَلِمَ هذا العقلُ الحكمة َ من الأمر أو النهي أو لم يعلمها ; فإنه ممتثل . ٬ لا يعترض علي النص ولا يرده لهواه ولا يتوقف حتي يعلم الحكمة ٬ فإن أحكم الحاكمين هو الذي أمر أو نهي ٬ وأحكم الخلق أجمعين هو الذي بلغ . -- أما ما أثاره المتكلمون من أن النصوص تخالف العقول ٬ فقدموا العقل علي النقل لأن العقل عندهم أثبت من النقل الصحيح ; ; فعند التحقيق نقول : الأصل الثابت أنه لا يمكن أن يحدث في الحقيقة تعارض بين النقل الصحيح الصريح وبين العقل السليم...فإذا ورد ما يوهم هذا التعارض فهو أحد هذه الأمور:
أ) أن يكون النقل صحيحا صريحا ٬ فما يزعمه البعض من أن الدليل العقلي يعارضه ; فهذا راجع لفساد هذا العقل ٬ أو لتدخله فيما لا مجال له فيه من الأمور الغيبية ٬ التي الواجب فيها التسليم والانقياد .
ب) أن يكون النقل غير صحيح ٬ فهو لا يصلح للمعارضة ولا يُحتج به .
بالنسبة لرفض التأويل الكلامي; ما الفرق بين التأويل عند المتكلمين والتأويل عند المتأخرين؟
التأويل عند المتكلمين : هو أن يكون العقل أصلا والشرع تابعا ٬ وإذا ظهر تعارض - في زعمهم - بين العقل والنقل فإنهم يقدمون العقل ويؤولون النص الشرعي ليوافق أدلتهم العقلية. والتأويل عند المتأخرين : هو صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه ٬ إلي احتمال آخر مرجوح لدليل يقترن به . -- ولا تصلح الأدلة العقلية الكلامية كدليل لصرف الأدلة الشرعية عن معانيها ٬ وإنما الحجة في الأدلة الشرعية ٬ لا في غيرها . وهذا الذي يفعله المتكلمون إنما هو نوع من أنواع التحريف .
وضح بأمثلة...
-- مثل قول الجهمية والأشاعرة في (الرحمن علي العرش استوي)طه(5) إلي (استولي) -- مثل قول الأشاعرة في (وجاء ربك )الفجر(22) إلي (جاء أمر ربك) -- مثل قول المبتدعة في صفة اليدين الثابتة لله(قال ياإبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيَدَيَّ)ص(75) إلي النعمة أو القدرة -- مثل نفي صفة الكلام عن الله ونصبهم للآية(وكلم اللهُ موسي تكليما) إلي (وكلم اللهَ)
-- لذا كان من سمات المنهج السلفي في الاستدلال الأخذ بظواهر النصوص الشرعية ٬ خاصة في مسائل الاعتقاد ٬ إلا إذا ثبت دليل صحيح صريح يصرف هذا الظاهر إلي معني آخر ٬٬٬ وظاهر النصوص هو ما يتبادر منها من المعاني بحسب استعمال العرب لها ٬٬٬ ولهذا يرفض السلفيون أي صرف للنصوص الشرعية عن ظاهر معانيها ٬ خاصة في الغيبيات والأسماء والصفات .
لماذا يتمسك السلفيون برفض منهج المتكلمين؟1)
إن في الكتاب والسنة الغني التام عن كل ما سواهما في أمور الدين وأحكامه٬وقد كَمُلَ الدين بختام بعثة النبي ٬كما ثبت في الحديث"ما أنا عليه اليوم وأصحابي". 2) إن مصطلحاتهم لم ترد الكتاب والسنة وأدت إلي ظهور فتن فرقت صفوف المسلمين عبر القرون الطويلة٬فتعددت الفرق والمعتقدات والخصومات. 3) لكثرة متناقضاتها و تعقداتها ومخالفتها للشرع والعقل معا. 4) أن علم الكلام مضيعة للوقت مفسدة للقلب٬كما قال بذلك من تاب ممن كان من علماء المتكلمين. 5) أن مسائل الغيب إنما هي من بيان الأنبياء والرسل٬لا مجال للابتداع والخوض فيها٬إذ الغيبيات لا تُدرك بالمجادلات والمناقشات العقلية. 6) أن كل من الراجعين عن منهج المتكلمين وغيرهم من علماء السنة : ذ موا علم الكلام أشد الذم . ((وننصح بمصنفات السلف في ذم الرأي وعلم الكلام٬مثل:مقدمة شرح العقيدة الطحاوية ط٬الشيخ أحمد شاكر٬ومنهاج السنة النبوية والفتوي الحموية لابن تيمية٬وصون المنطق والكلام عن فن المنطق والكلام للحافظ السيوطي٬وغيرها كثير))
--4- وماذا عن تمسك أهل السنة بفهم السلف عموما والصحابة خصوصا للشرع؟ -- هذا لتفضيل الله ورسوله لإيمان وعمل السلف عموما ولاعتقاد وإيمان الصحابة خصوصا ٬ ولأنهم قدوة المسلمين في كل أبواب الدين قاطبة ٬ في العقيدة والعمل والسلوك والدعوة والتزكية . راجع السؤال—2- وكتب فضـائل الصحابة
-- وليس المراد من كون الأصل الأول هو التوحيد المعني العام الذي يفهمه كثير من الناس من أنه لا خالق إلا الله ٬ولا رازق إلا الله...الخ فقط ٬ بل يفهم ويتعلم المسلم من معاني التوحيد أصولا مهمة ٬ وقضايا إيمانية عظيمة ٬ بها يثبت إيمانه ٬ ويزيد يقينه ٬ فلا يقع في شرك العبادات ٬ ولا يُلحِد في الأسماء والصفات ٬ ولا يَعتقد تفريق الدين إلي قشر ولب .
لماذا التوحيد أولا ؟
لأن التوحيد لأجله خلق الله السماوات والأرض ٬ والجنة والنار ٬ خلق لأجله الدارين ٬ الدنيا والآخرة ٬ ولأجله خلق الجن والإنس ٬ ولأجله أنزل الله الكتب ٬ وأرسل الرسل ٬ ولأجله أظهر الله الآيات ٬ وبين المعجزات ٬ والتوحيد : هو أول عمل الرسل ٬ فإنما بُعث الرسل ليعبدوا العباد لرب العباد ٬ وبدونه لا يُقبل صرف ولا عدل ٬ فإن الإسلام عقيدة ٬ تنبثق منها شريعة ٬ تنظم هذه الشريعة كل شؤون الحياة ٬ ولا يقبل الله من قوم شريعتهم إلا إذا صحت عقيدتهم ٬ ولأن التوحيد هو حق الله علي العبيد . -- قال تعالي : " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"56 الذاريات٬ وقال النبي :" حق الله علي العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا"رواه البخاري ومسلم٬ وقال تعالي:" ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت"النحل 36٬ وقال :" وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون"الأنبياء25٬ولما أرسل الرسول عليا إلي خيبر أمره أن يدعوهم أولا إلي التوحيد ٬ وكذا فعل مع معاذ حين بعثه إلي اليمن ٬ وقال تعالي :" ولقد أوحي إليك وإلي الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين"الزمر65 -- وأخيرا لأن التوحيد بها تتوحد الأمة وتُنصر علي عدوها ٬ وبالتوحيد ندخل الجنة ٬ نسأل الله الجنة.
أولا : الإيمان بما وصف الله به نفسه وبما وصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ٬علي الوجه الذي يليق به : فيؤمن المسلم بصفات الله وأسمائه الثابتة في القرآن والسنة ٬ كما جائت علي ظاهرها في القرآن والسنة -- سواء كانت السنة متواترة أو أخبار آحاد صحيحة ٬ فخبر الآحاد الصحيح يوجب العلم والعمل ٬ لأنهما سواء فلا علم دون عمل ٬ ولا عمل دون علم -- إلا إذا ثبت دليل يصرف النص عن ظاهره لقرينة تتعلق به ٬ مثال : الحديث القدسي : "عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ(قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي قَالَ يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي قَالَ يَا رَبِّ وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِي قَالَ يَا رَبِّ كَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تَسْقِهِ أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ وَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي)"رواه مسلم
فالأصل ٬إمرار الصفات علي ظاهرها ٬ إلا أن الصفات الثابتة في هذا الحديث(مَرِضْتُ- اسْتَطْعَمْتُكَ- اسْتَسْقَيْتُكَ):مصروفة عن ظاهرها لأدلة ثابتة صارفة في نفس الحديث ٬ وهي المقصودة (أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ - أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ أَمَا - اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تَسْقِهِ) ٬٬ قال الإمام النووي شارح مسلم :" قَالَ الْعُلَمَاء : إِنَّمَا أَضَافَ الْمَرَض إِلَيْهِ سُبْحَانه وَتَعَالَى ، وَالْمُرَاد الْعَبْد٬ تَشْرِيفًا لِلْعَبْدِ وَتَقْرِيبًا لَهُ . قَالُوا : وَمَعْنَى ( وَجَدْتنِي عِنْده ) أَيْ وَجَدْت ثَوَابِي وَكَرَامَتِي ، وَيَدُلّ عَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى فِي تَمَام الْحَدِيث : " لَوْ أَطْعَمْته لَوَجَدْت ذَلِكَ عِنْدِي ، لَوْ أَسْقَيْته لَوَجَدْت ذَلِكَ عِنْدِي " أَيْ ثَوَابه . وَاَللَّه أَعْلَم ."
-- ونذكر هنا أن تفويض السلف في الأسماء والصفات هو تفويض الكيف لا تفويض المعني ٬ فالمعني معلوم ٬ والكيف مجهول ٬ والإيمان به واجب ٬ والسؤال عنه بدعة .
وفي هذا ردا علي من أوّل الأسماء والصفات ٬ وعلي من نفاها جملة ٬ وعلي من نفي بعضها وأثبت البعض الآخر٬ وعلي من وصف الله بما لا يليق به . وفيه رد علي من ادعي أن السلف يفوضون في المعني .
ثانيا : إفراد الله سبحانه وحده بالعبادة ٬ وعندما نقول إفراده بالعبادة فلا نعني الصلاة والزكاة والصوم والحج فقط : بل نعني كل ما يندرج تحت هذه اللفظة من معاني ٬ فما معني العبادة شرعا ؟ -- العبادة هي : كل ما يحبه الله ويرضاه ٬ من الأقوال والأفعال ٬ الظاهرة والباطنة . وعلي رأس أنواع العبادات :الدعاء ٬والسجود ٬والذبح والنذر والرغبة والرهبة والخشية والتعظيم والتوكل والحلف والتبرك...الخ العبادات القلبية والبدنية والمالية ٬ فلا يُصرف شيء من ذلك لغير الله أبدا ٬ كائنا من كان ٬ رسولا أو نبيا أو وليا صالحا أو صاحب قبر مشهور . فالدعوة السلفية تجعل نصب عينيها تطهير مُعتقدات الناس. أ ) من الشرك الخفي ٬ وهو أمراض القلوب المُهلكة ٬ من خوف غير الله ورجاء غير الله و إنابة لغير الله ... ب ) من الشرك الظاهر الجلي ٬ الذي لا يماري فيه إلا مشرك أو مكابر أو مطموس القلب ٬ بعيد عن نور التوحيد والإيمان . -- وفي هذا رد علي عُباد القبور ٬ وعلي الذين يسألون غير الله كائنا من كان ٬ فيما لا يقدر عليه إلا الله ...
ثالثا : الإيمان بأن الله وحده ليس لأحد سواه حق التشريع للبشر في شؤون دينهم ودنياهم : والتشريع يدخل في أبواب التوحيد كلها ٬ ففي باب الألوهية < وتوحيد الألوهية معناه:توحيد الله بأفعال العباد > : : يجب الرجوع إلي كتاب الله وإلي سنة رسول الله ٬ في الأمور كلها ٬ الدينية والدنوية ٬ والتعبد لله بما فيهما ٬ وعلي مقتضاهما.
وفي باب الربوبية <وتوحيد الربوبية معناه : توحيد الله بأفعاله > : فإن التشريع حق الرب ٬ فالحلال ما أحله ٬ والحرام ما حرمه ٬ فكما أن لله وحده حق الخلق والرزق والتبير٬ فإن له وحده المِلك والمُلك التام ٬ يتصرف فيهما كيف يشاء ٬ وله وحده أيضا حق الأمر والنهي والسيادة والحكم والتشريع والتحليل والتحريم >> ففي هذا الأصل قضيتان أ) قضية اعتقاد أن لغير الله أن يغير الشرع ٬ وله أن يحكم ويحلل ويحرم ٬ فمن اعتقد ذلك في أحد ; فقد اتخذه ربا من دون الله ٬ وأشرك في الربوبية . ب) قضية الاتباع علي ذلك التبديل والرضا به ٬٬ معتقدا فيه ٬ دون ما قاله الله ورسوله ٬ فهذا أشرك في الألوهية .
وفي باب الأسماء والصفات < ومعني توحيد الأسماء والصفات: الإيمان بما وصف الله به نفسه وبما وصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ٬علي الوجه الذي يليق به > :فإن الله من أسمائه الحَكَم العَدْل السَيِّد المُشَرِّع ٬ومن صفاته أنه الآمر الناهي ٬ بحكمته يحلل ما يشاء ويحرم ما يشاء ٬ "لا يُسْأَلُ عَمّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُون"الأنبياء(23)٬ فمن اعتقد في نفسه أنه الآمر الناهي الحاكم بالإطلاق ٬ ولم يقيد حكمه بما أنزل الله ٬ ولم يقيد أمره ونهيه بما أمر الله به ونهي عنه ٬ فقد أشرك في توحيده لله بأسمائه وصفاته ٬ ومن اعتقد أن غير الله له الأمر والنهي والحكم والسيادة المطلقة ٬ فقد أشرك هو الآخر في الأسماء والصفات.
فالحاكم بغير ما أنزل الله طاغوت ٬ لأنه تجاوز حد العبودية ٬ وادعي لنفسه ما هو خالص لله ٬ سواء اخترع الحكم وأنشأه ٬ أم أعطي لنفسه حق التبديل والتغيير علي شرع الله من قـِبـَل ِ نفسه .
1- أن يعلم أن محمدا مُبلغ عن ربه ٬ وأنه قد جاء بوحيين : القرآن والسنة ٬ فالنبي لا يأمر ولا ينهي ولا يُحل ولا يُحرم من قبل نفسه ٬ ٬ ويدخل في ذلك جميع أحكام التكاليف من واجب ومندوب وحرام ومكروه ومباح .
2- أن الدين هو المنهج والطريق و الصبغة العامة وليس التقرب فحسب ٬ فالرسول هو المشرع بأمر الله ٬ في جميع شؤون الحياة .
3- لذلك ٬ فللرسول الطاعة المطلقة لا تدانيها منزلة لأحد من البشر ٬ ولذلك فلا يُقبل قول أحد كائنا من كان يخالف قول الرسول ويتعداه ٬ ومن قدم قولا لأحد علي قول الرسول فقد أساء وتعدي وظلم ... ٬ وخالف الإجماع .
ويُقصد بالتزكية : تنمية الإيمان في النفس٬وتطهيرها مما قد يعلق بها من أدران المعاصي .
- والتزكية من مهمات نبينا الكريم ٬ قال تعالي : " هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته و يزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين " . (الجمعة:2) - وكان النبي - وهو الزكي٬الطاهر النقي- يسأل الله أن يزكي له نفسه : " اللهم آت نفسي تقواها ٬وزكها أنت خير من زكاها ٬أنت وليها ومولاها " . (مسلم17\41) - وأقسم الله – ومن أصدق من الله قيلا ! - في كتابه أحد عشر قسما متاوليا علي أن صلاح العباد منوط بتزكية نفوسهم : " والشمس وضحاها 1 والقمر إذا تلاها 2 والنهار إذا جلاها 3 والليل إذا يغشاها 4 والسماء وما بناها 5 والأرض وما طحاها 6 ونفس وما سواها 7 فألهمها فجورها وتقواها 8 قد أفلح من زكاها 9 وقد خاب من دساها 10 " (الشمس10) - وغير ذلك من دلائل أهمية وفضائل التزكية...
فالحاصل : أن صلاح العباد في تزكية نفوسهم ٬ وخيبتهم وخسارتهم في تدسيتها . ويمكن تقسيم التزكية إلي ثلاثة أنواع :
1- (أ) وأول أنواع التزكية عند أهل المنهج الصحيح هو التزكية بالتوحيد ٬ فإذا كان ( المشركون نجس ) لشركهم ; فإن المؤمنين طـُهر ونقاء ٬ لما في قلوبهم من إيمان ٬ > قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالي : " وويل للمشركين 6 الذين لا يؤتون الزكاة .. "(فصلت 6:7) قال :"الذين لا يشهدون أن لا إله إلا الله" ٬ فالزكاة هنا بالتوحيد ٬٬٬ > وأرسل الله موسي إلي فرعون يقول : " هل لك إلي أن تزكي 18 وأهديك إلي ربك فتخشي"(النازعات 18 :19). ويُقصد بالتوحيد هنا ;; معرفة الله كما عرفنا بنفسه وكما عرفنا به نبيه ٬ وإفراده بالقصد والطلب . (ب) التزكية بالفرائض التي افترضها الله علي المؤمنين ٬ سواء الفرائض الفعلية أو التركية ٬ فإن النفس تزكو وتعلو بأداء الصلوات الخمس ٬ وبإيتاء الزكاة و بالصوم وبالحج ٬ كما تزكو أيضا بترك الزنا لله وترك والسرقة وشرب الخمر و الربا والغيبة...الخ كل ذلك لله ٬ : " وما تقرب إلي عبدي بشئ أحب إلي مما افترضته عليه . " (رواه البخاري(4\231) .
2- ثم بعد ذلك هناك التزكية بالنوافل ٬ التي ثبتت عن رسول الله صلي الله عليه وآله ومن والاه ٬ : " ... وما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتي أحبه... " (مسلم) ٬ فقد أوضحت لنا سنة نبينا - - القولية والفعلية والتقريرية سبل تزكية النفس علي ما يرضي الله عنا ٬ فهناك إثنا عشر ركعة من صلاها بني الله له بيتا في الجنة و صلاة الضحي و قيام الليل و الصلوات المطلقة ٬ وهناك صيام ثلاثة أيام من كل شهر والإثنين والخميس وعرفة وعاشوراء والصيام المطلق : " من صام يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقا كما بين السماء والأرض".(البخاري6\47)( ومسلم8\33)) . ٬ وهناك الترغيب في العمرة والذكر و القرآن و وطلب العلم و الدعوة والتفكر ...الخ .
3- أما التزكية الممنوعة المحرمة فهي العمل علي التزكية بما لم يشرعه الله ولم يشرعه رسوله ٬ لأن الابتداع في الدين ; اتهاما للشرع بالنقص ٬ أو اتهاما للرسول بالكتمان ٬ أو اتهاما للرسول بأنه ليس المثل الأعلي والأسوة الحسنة ... وقد حذرنا الله من البدع والابتداع فقال تعالي : " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا"(المائدة 3) ٬ وقال تعالي : " وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله..."(الأنعام153) ٬ قال مجاهد : " السبل:البدع والشبهات". وقال : " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة " (الأحزاب21) ٬ وقال : " فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم" . (النور 63) . قال ابن كثير :" أمره:هو سبيله ومنهاجه و طريقته و سنته و شريعته٬فتوزن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله ٬فما وافق ذلك قـُبل وما خالفه فهو مردود علي قائله وفاعله كائنا من كان..."
وقد حذرنا النبي من الابتداع و البدع فقال : " إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة ... " (أحمد16694 و غيره وصححه الألباني في الجامع 2549) . ٬ وقال : " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " . (مسلم1718 و أحمد والبخاري تعليقا) ٬ قال ابن رجب رحمه الله : " فكل من أحدث شيئا ونسبه إلي الدين ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه; فهو ضلالة والدين منه برئ ٬ وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات أو الأعمال أو الأقوال الظاهرة والباطنة ... " .